الأحد، 1 نوفمبر 2015

الجملة الاسمية


الجملة الاسمية 


الجملة الاسمية هي الجملة التي تبدأ باسم, نحو : (اللهُ ربُنا).



وقد جعل النحويون ما تتصدر به الجملة أساسا لتصنيفها, فإذا ما تصدرت باسم-كالجملة السابقة-كانت اسمية, وإذا ما تصدرت بفعل نحو: (انتصر الحقُ) كانت فعلية, ومعنى التصدر الابتداء بالشيء.

مكونات الجملة الاسمية:


تتكون الجملة الاسمية من ركنين أساسيين, هما : المبتدأ + الخبر , نحو : محمد نبيُنا


· والمبتدأ هو المسند إليه في الجملة الاسمية, و الخبر هو المسند. ومعنى الإسناد ضم كلمة إلى أخرى, مما يترتب عليه حكم يحسن السكوت عليه.


· فالمسند إليه في الجملة الاسمية السابقة هو كلمة(محمد), وقد ضُم إليه كلمة (نبينا) مما ترتب عليه حكم على (محمد) ب(النبوة), فحسن السكوت على الجملة بذلك.


تعريف المبتدأ والخبر:


· المبتدأ : هو اسم صريح, أو مؤول بالصريح مخبر عنه بما تتم به الفائدة, أو وصف له مرفوع يسد مسد الخبر.




· والخبر: هو الجزء الذي تحصل به مع المبتدأ الفائدة وتتم.


· ومعنى كون المبتدأ اسما صريحا أي مباشر, ويعرف بأن يقبل لذاته علامة من علامات الأسماء, مثل كلمة : (علِم) مثلا, يمكن أن تقول فيها( العلم) فتقبل (أل) المعرفة, ولذا تكون اسما صريحا.


· أما المبتدأ المؤول بالصريح فنحو المصدر المؤول الذي يكون جملة في صورته الظاهرة مسبوقا بحرف مصدري مثل (أن)و(ما) , لكن حقيقته أنه يؤول أي يحول إلى مصدر صريح اسم عن طريق الحرف المصدري, لاحظ مثلا الآية الآتية:( وأن تصوموا خيرُ لكم)


وأن : حرف مصدري , تصوموا : جملة 


· أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مبتدأ اسم صريح, أي : وصومكم خيرُ لكم


وصومكم : مبتدأ , خير : خبر


ونحو: ( وأن تعفوا أقرب للتقوى) , أي : وعفوُكم أقربُ للتقوى , وعفوكم:مبتدأ , أقرب: خبر


· وهذا النوع من المبتدأ يكون له خبر يتمم المعنى معه, فيحسن السكوت به على الجملة, سواء كان المبتدأ اسما صريحا أم غير صريح, نحو:( الجوُ معتدلُ).


ف(معتدل) في المثال السابق خبر عن المبتدأ (الجو) وهو الذي تمم المعنى معه, ولولاه لظل المعنى ناقصا.


· وهذا هو الركن الثاني من أركان الجملة الاسمية, وهو الخبر الذي به تحصل الفائدة المرجوة من الجملة مع المبتدأ, ولذلك يقول النحويون عنه إنه محط الفائدة.


· لكن هناك نوعا ثانيا من أنواع المبتدأ لا يكون له خبر, وهو المبتدأ الوصف الذي له مرفوع يسد مسد الخبر, وذلك الأسماء المشتقة, كاسم الفاعل مثلا, بشرط وقوع هذه الأسماء المشتقة بعد استفهام أو نفى, فتعرب مبتدأ, ويكون لهذا المبتدأ الوصف مرفوع به بعده يسد مسد الخبر في تمام المعنى, إذ لا يكون لهذا الصنف من المبتدأ خبر يتمم معنى المبتدأ, فيكون الاسم المرفوع بعد الأسماء المشتقة هنا هو الذي يسد مسد الخبر, وينوب عنه في تمام المعنى.


لاحظ مثلا هذا المثال:أقائمُ محمد؟ , أقائم : مبتدأ , محمد: فاعل سد مسد الخبر


فكلمة (قائم) اسم فاعل وصف مشتق من الفعل, واقع بعد همزة الاستفهام, ولذلك فهو مبتدأ , وكلمة(محمد) فاعل لهذا الوصف أى ل(قائم)باعتباره اسما مشتقا من الفعل ويعمل عمله, وهذا الفاعل يسد مسد الخبر هنا في تمام المعنى . 


ويمكن لهذا الوصف أن يقع بعد نفى أيضا, كما تقول فى المثال السابق: ما قائمُ محمد .


أنواع الخبر:


المبتدأ الذي له خبر يرد خبره على الأنواع الآتية:


1) الخبر المفرد: وهو ما ليس جملة ولا شبه جملة, نحو: الصدقة منجاة.


2) الخبر الجملة: وتكون اسمية أو فعلية, فتكون جملة صغرى داخل الجملة الكبرى الاسمية نحو:


(الشمس نورها ساطع) , الشمسُ: مبتدأ , نورُها ساطعُ: خبر جملة اسمية


ونحو: (الطالبان نجحا) , الطالبان : مبتدأ , نجحا: خبر جملة فعلية


وحين يرد الخبر هنا جملة فيشترط لهذه الجملة شروط, منها ضرورة أن يكون لها رابط يربطها بالمبتدأ السابق إن لم تكن نفس المبتدأ في المعنى.


فإذا كانت نفس المبتدأ في المعنى فلا تحتاج لرابط, نحو: (نطقي اللهُ حسبي)


نطقي: مبتدأ , الله حسبي : جملة اسمية خبر


فجملة (الله حسبي) هي خبر المبتدأ (نطقي) في المثال السابق ولا تحتاج لرابط يربطها به, لأنها هي المنطوق السابق نفسه, ولم تنفصل عنه.


لكن إذا كانت جملة الخبر ليست نفس المبتدأ السابق في المعنى فلابد من رابط يربطها بالمبتدأ لكيلا تقع أجنبية غريبة عنه ومنفصلة, من أهم هذه الروابط:


أ-الضمير: نحو( الشعر عماده الموسيقا) الشعر: مبتدأ , عماده الموسيقا : جملة الخبر


ونحو: (الطالبان نجحا) , الطالبان : مبتدأ , نجحا : جملة الخبر


ب-اسم الإشارة : نحو(ولباسُ التقوى ذلك خير), ولباس : مبتدأ , ذلك خير : جملة الخبر


ج-إعادة المبتدأ بلفظه ومعناه في جملة الخبر : نحو( الحاقةُ ما الحاقة), الحاقة: مبتدأ و ما الحاقة : جملة الخبر.


د-اشتمال جملة الخبر على اسم أعم من المبتدأ بحيث يصدق على المبتدأ وغيره, وذلك في أسلوب المدح والذم, نحو: (محمد نعم الرجل) ونحو :(علىُ بئس الرجل).


فان كلمة (الرجل) التي وجه إليها المدح والذم في المثالين السابقين تشمل (محمدا) و(عليا) في المثالين وغيرهما, وهذا العموم رابط بالمبتدأ السابق.


3)الخبر شبه الجملة: ويعنى الظرف أو الجار والمجرور, مثل(والركبُ أسفل منكم), والركب مبتدأ , أسفل منكم: خبر شبه جملة (ظرف)


ومثل: (الحمدُ لله) , الحمد : مبتدأ , لله: خبر شبه جملة (جار ومجرور)


الإخبار بظرف الزمان :


· يمكن في اللغة الإخبار بظرف الزمان عن الأسماء المعنوية غير المحسوسة, مثل: (الصومُاليومَ) , لكن لا يخبر به عن أسماء الذوات والمحسوسات غير المعنوية فلا تقول مثلا : (زيد اليومَ) لعدم الفائدة في هذا الإخبار.


· لكن العرب قالت: (اليومَ خمر) , فأخبرت بظرف الزمان (اليوم) عن اسم محسوس اسم ذات هو (خمر) حيث يدرك مذاقه باللسان, لكن النحويون تأولوا ذلك على أن المبتدأ اسم معنى محذوف مضاف وأقيم المضاف إليه مقامه, والتقدير: (اليومَ شربُ خمرٍ) .


فلما حذف المبتدأ , الذي هو اسم معنى في الأصل (شرب), أقيم مقام المضاف إليه, الذي هو اسم ذات(خمر).
                                                          
                                                                                د. محمود الكشكي 
اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

إسأل ولا حرج :)

عربي باي